كان يا ما كان في قديم الزمان .. كان هناك مزارعان يعملان في مزرعة واحدة .. يعيشون عيشة هنيئة إلى أن جاءهم الدخيل ! ما الذي حصل !؟
ذهب هذا الدخيل إلى المزارع الأول و قال له : مرحبا .. كيف حال المزرعة ؟, فأجابه : في أحسن حال الحمد لله , ثم قال له الدخيل : أنت غريب الأطوار !, فرد عليه المزارع بـ: لماذا !؟ , فأجاب الدخيل : أنت انسان حر ! لماذا يفرض عليك ما يريده رفيقك !؟ ما الداعي إلى التقيد برأيه ! أنت حر ! لا حد لحريتك ! فأجابه المزارع : صدقت ! , فقام و عمل ما يريده هو دون أن يرجع إلى رأي رفيقه.
ثم ذهب الدخيل إلى المزارع الثاني و قال : مرحبا .. كيف حال المزرعة ؟, فأجابه : الحمد لله كل الأمور بخير, فقال له الدخيل : أنت غريب الأطوار ! فسأل المزارع الثاني عن السبب فأجابه الدخيل : أنت من الشيعة .. كيف ترضى أن تشتغل في مزرعة مع من يخالفك من السنة ! فقال له المزارع الثاني صدقت , و ذهب من فوره و عمل ما يشاء في المزرعة من دون أن يرجع إلى رفيقه .
حتى أتى وقت الحصاد .. و لم يكن هناك حصاد .. بل ماتت كل الزروع ! لماذا ! ما الذي حصل !؟
الذي حصل أنهم كانوا يعيشون متوافقين متلائمين على الرغم من اختلافهم في الآراء و التوجهات .. و لكنهم يقدمون مصلحة المزرعة على اختلافاتهم أيا كانت.
حتى أتاهم الدخيل و أشعل النار في قلوبهم .. ففسدوا .. و فسدت قلوبهم .. و انعدمت الثقة بينهم .. ففسدت مزرعتهم , و لكن لم تنتهي أحداث القصة بعد ! و لن أكملها !
لماذا ؟ لان العلاج واضح لديكم .. لنعيش لمصلحة البلاد .. لنسمع .. لنحاور .. لنتقبل .. لنحترم .. لكي نعيش و ليخرس الدخيل !
و ختاما .. تساءلت و من حقي أن أتساءل .. لأنني إنسان .. و لأنني أفكر .. و أتمنى أن تتساءلوا .. لماذا لا نعيش !؟